الحياة لوحة شطرنج…
البعض منّا ملوك، الآخرون مجرّد أحجار عاديّة.
البعض يمشون خطوة خطوة، بينما البعض الآخر يقفز.
يد واحدة تُحَرِّكُنا جميعًا…
كم سخيفة هي جهود الإنسان إذ، في النهاية، لا مجال له إلاّ أن يقرّ بأنّه كان مسوقًا من البدء، وفي معظم الأحيان ضد إرادته، في حربٍ ليست حربه…
مُرَبَّعان إلى الأمام، مُرَبَّعٌ إلى اليمين، آخر إلى اليسار…
هكذا هو محمول، تارةً من هنا، وطورًا من هناك، مُحَرَّكٌ من اليد الذي اضطرّ أن يعلن لها الولاء… يَدٌ تُحَرِّكُه… يَدُ القَدَر، يا ترى؟
كلاَّ، بل بالحريّ يد اختياره!
وكيف ذلك؟
فعلى لوحة شطرنج الحياة، بعكس أيّ قاعدة لُعْبٍ معروفة، أنت كـأيّ حجرٍ ولكن لك حقٌّ واحد أوحد وليس غيره، وهو أن تختار بنفسك اللاّعب!
ربما تختار أن يكون أنت نفسك، أم طريقة حياة، إيمانك، عاداتك، أو حتى مشاعرك، أفكارك
أو أحيانًا عضو من أعضاء عائلتك، شخص تحبُّه، شخص غريب.
أنَّك تستطيع أن تختار المُبْدِع نفسه، خالق اللوحة. فهو المنتصر حتمًا، البطل الأكيد
إذ هو منظم القواعد، مبتدع خطط السير وضامن النهاية.
لذا يقدر أن يوصلك إلى النصرة!
معه، تلك اليد المثقوبة، مثقوبة جهلاً، مثقوبة حبًّا، تقدر، من أول حركة إلى آخرها، أن تشدو ألحان الغلبة بثقة لا تزعزع!